خاص | اجتماع عراقي إيراني سوري في بغداد لبحث تطورات سورية
يعقد وزراء خارجية العراق وإيران والنظام السوري، بعد ظهر اليوم الجمعة، اجتماعاً مغلقاً في بغداد، وفقاً لما كشفته مصادر رسمية عراقية لـ"العربي الجديد"، وذلك لبحث التطورات في سورية حيث تواصل المعارضة إلحاق هزائم بقوات النظام وحلفائه في عدة محاور آخرها محافظة حماة الاستراتيجية.
وقالت المصادر إنّ الاجتماع سيبحث تطورات الأزمة السورية ومن المرجح أن يخرج بموقف عراقي إيراني مشترك بشأنها. وفي ساعة متأخرة من ليل الخميس الجمعة، وصل وزير خارجية النظام السوري بسام صباغ إلى بغداد على متن طائرة خاصة برفقة عدد من المسؤولين السوريين، وسط ترقب وصول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، صباح اليوم.
وقال مسؤول بارز بالخارجية العراقية لـ"العربي الجديد"، إنّ الاجتماع سيُعقد في مبنى الوزارة ببغداد، وسط تحضيرات خاصة، لافتاً إلى أنّ مستشارين عراقيين وإيرانيين سيعقدون لقاءات إلى جانب وفد النظام السوري لبحث الأزمة السورية. وأكد المسؤول أنّ اجتماعاً مغلقاً سيعقده وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، والإيراني عباس عراقجي، ووزير خارجية النظام السوري، بسام صباغ، كما سيجري الأخير لقاءات مع مسؤولين عراقيين قبل عقد الاجتماع.
وبشأن المشهد السوري المتسارع الذي شهد سيطرة فصائل المعارضة السورية على مدينة حماة مساء الخميس وانتقالهم للسيطرة على مناطق أخرى في مدينة حمص، قال المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح، إنه "مهما تكن مخرجات اجتماع الوزراء الثلاثة، هناك قناعة بتأخر الوقت عن معالجة الكثير من التطورات الميدانية على الأرض وإعادة الكفة فيها لصالح الجيش السوري (قوات النظام)"، وفقاً لقوله.
وأعلنت قوات النظام السوري مساء الخميس أن انسحابها مع مواقعها في المحافظات التي سيطرت عليها فصائل المعارضة، كان "تكتيكياً"، وأنها تعدّ لردّ معاكس.
في المقابل تتصاعد الأصوات الداعية في العراق إلى عدم التدخل بالملف السوري وإرسال مقاتلين لدعم النظام. وبعد بيان رئيس تحالف السيادة أكبر القوى العربية السنية في العراق، خميس الخنجر، الذي حذر من مآلات التدخل وطالب بسحب مقاتلي الفصائل المسلحة من سورية إن وجدوا، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للخطوة ذاتها.
وشدد الصدر، على ضرورة عدم تدخل العراق حكومةً وشعباً وكل الجهات والمليشيات والقوات الأمنية في الشأن السوري. وأضاف الصدر: "نحن ما زلنا على موقفنا من عدم التدخل بالشأن السوري وعدم الوقوف ضد قرارات الشعب فهو المعني الوحيد بتقرير مصيره".
وأعرب زعيم التيار الصدري عن أمله "من الجميع ألا ينجر خلف مخططات الثالوث المشؤوم أميركا وبريطانيا وإسرائيل لتدمير الدين ووحدة الصف وبث الفرقة"، وفق وصفه. وتزامن ذلك، مع مطالبة رئيس هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بالنأي بقواته الأمنية عما يجري في سورية.
وقال الجولاني في مقطع فيديو، عقب استماعه الى حديث لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الخميس، "ونحن نستمع الى كلمة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني رأينا أن هنالك الكثير من المخاوف أو الأوهام التي يظن بها البعض من الساسة العراقيين على أن ما يجري في سورية سيمتد إلى العراق".
وأضاف: "أنا أقول جازماً بأن هذا الأمر خاطئ 100%، وكما نجح العراق ونجح السوداني في أن ينأى بنفسه في الحرب بين ايران وبين المنطقة في الآونة الأخيرة، نشد على يديه أيضاً في أن ينأى بالعراق من أن يدخل في أتون حرب جديدة مع ما يجري في سورية".
وأعرب الجولاني عن أمله "من الساسة العراقيين وعلى رأسهم محمد شياع السوداني، أن ينأى بالعراق عن الدخول في هذه المهاترات، وأن يمنع تدخل الحشد الشعبي العراقي بما يجري في سورية، والوقوف في صف هذا النظام الزائل بإذنه تعالى"، وفق قوله.